موضوع: واستشهدت رفيدة في اللحظة التي لاتريدها الأحد 06 ديسمبر 2009, 4:07 am
تلك الليلة حلمت رفيدة أنها سترى والدها الأسير في زمن لا ي تجاوز الـ 45 دقيقة، باتت والشوق يتقلب على فراشها الصغير، لتستيقظ باكراً وتتزين كعروس صغيرة، ثم توقظ أمها قبل طلوع الشمس تستعجلها للذهاب إلى أبيها.
ذلك الموعد الذي تنتظره رفيدة طيلة شهر، وتوعد به ليل نهار، هو زيارة والدها في غرفة تفصلها عنه ا لأسلاك الشائكة؛ فتقحم أصابعها الصغيرة كي تلامس يد ا لأب الحاني ال غائب عنهم، لم تهتم الطفلة بهذا المشوار القاسي الذي اعتادت عليه في كل شهر منذ اعتقل والدها في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر 2005.
مشوار إذا تكلمنا عن مقتطفات منه، تقول إنه يب دأ بعد صلاة الفجر، عندما يتوجه المئات من ذوي ا لأسرى الفلسطينيين إلى موقف حافلات الصليب الأحمر، وه ناك يستقلون تلك الحافلات للوصول إلى سجن نفحة على سبيل المثال بعد
منتصف النهار، مارين بحواجز عدة، تستوقفهم ب ال تناوب على وقتهم في هذا اليوم الذي ينتهي لإ سعادهم برؤية أسيرهم 45 دقيقة، وهنا قطع مش وار رفيدة إلى والدها حاجز صهيوني، وطال ال وقوف؛ ما دفع رفيدة وبعض الأطفال إلى النزول بعد ساعات طويلة مرت عليهم، والحافلة متوقفة في الحاجز، ولم تتمكن أمها التي تحمل بين يديها طفلها الرضيع من إمساك رفيدة ومنعها من النزول.
وبعد دقائق من نزول رفيدة، حدثت الفاجعة، وسقطت البوابة الحديدية الضخمة على رأسها، ركضت والدة رفيدة مسرعة نحو المكان، لكنها لم تر ذلك الوجه البريء الذي كان يشع فرحاً وشوقاً لرؤية الوالد، ولم تر تلك البسمة التي رافقت رفيدة طيلة المشوار، ولم تسمع ا لصوت الطفولي يسألها بلا توقف عن لحظة اللقاء ؛ فقد هُشم الرأس وغطت الدماء كل شيء ، لم يكن الفاعل هنا رصاصة كما هو متوقع من الصهاينة؛ فقد تغير أسلوب القتل هذه المرة، وصارت البوابة سلاحاً له.
ترك الجميع مقاعدهم وهبوا لمساعدة الأم التي مضت دون وعي تضم الرأس المهشم إلى صدرها، وقد أسكتتها الصدمة حتى كأنها خرساء.
في هذه الأثناء كان الأب ينتظر بشوق عائلته لينعم برؤيتها، كان ينتظر رفيدة ذات السنوات الثلاث كي تداعبه وتحدثه بلهجتها البريئة عن حلمها، وعن تلك الهدية التي تحلم أن يحضرها إليها، وتنشد له أنشودة الحرية بحروفها المقلوبة، وطال الانتظار ولم تصل العائلة؛ فقد سكنت الروح جسد رفيدة ثلاثة أيام في مستشفى تل هاشومير بمدينة تل الربيع المحتلة، ثم سكن الجسد دون روح.
عادت أم رفيدة من جديد إلى يوم الزيارة لتقابل زوجها دون رفيدة، وتحدثت لزوجها بلغة الدموع والألم عن فقدان الغالية التي ملأت حياتهما.
رحلت الطفلة الندية رفيدة في السادس والعشرين من إبريل عام 2006 دون أن تحقق حلمها بلقاء أبيها، توارى الحلم الصغير مع جسدها الرقيق، علها تتمكن من لقائه في دار الخلد، وعل الأب يلقاها في حلم يقظة أو نوم.
** مجلة حياة العدد (104) ذو الحجة 1429هـ
تحرير: حورية الدعوة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
الطوفان
موضوع: رد: واستشهدت رفيدة في اللحظة التي لاتريدها الأحد 06 ديسمبر 2009, 6:51 pm
تذكرت عند إتمامي قراءة هذه القصة المؤثرة أن لكل أجل كتاب فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم شكرا الكـــ20ـــاسر على انتقائك الأكثر من رائع دمت بود يالغالي
GANOBI_07
موضوع: رد: واستشهدت رفيدة في اللحظة التي لاتريدها الأحد 06 ديسمبر 2009, 11:32 pm
اشكرك أخي الطوفان على الرد الأكثرمن مميز
الشيخ
موضوع: رد: واستشهدت رفيدة في اللحظة التي لاتريدها الأحد 06 ديسمبر 2009, 11:57 pm
اخي الكاسر التميزصفه تلازم مواضيعك
فشكرا لك وتقبل مروري
GANOBI_07
موضوع: رد: واستشهدت رفيدة في اللحظة التي لاتريدها الإثنين 07 ديسمبر 2009, 6:11 pm