دوحة الطوفان
قيمة الاعتذار Saggel10
دوحة الطوفان
قيمة الاعتذار Saggel10
دوحة الطوفان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتعليمية*أحدث الصورالتسجيلدخول

Free CursorsMyspace LayoutsMyspace Comments

 

 قيمة الاعتذار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دمعة الشوق والأحزان


دمعة الشوق والأحزان


السعودية

قيمة الاعتذار Empty
مُساهمةموضوع: قيمة الاعتذار   قيمة الاعتذار Icon_minitimeالخميس 06 يناير 2011, 12:16 am



الاعتذارُ قيمةٌ جليلةٌ من قيم الأدبِ والأخلاق، وأسلوبٌ راقٍ من أساليبِ التعاملِ الحضاريِّ بين النّاس، لا يتوفَّرُ إلاّ في شخصيّةٍ متّزنةٍ، عاقلةٍ، ناضجة، ولا يغيبُ إلاّ عن شخصيةٍ متهوِّرةٍ، متعصِّبةٍ، حمقاء..! بالاعتذارِ يزيدُ قدرُ المرءِ لا ينقص كما يعتقدُ بعضُ الحمقى، ويعلو لا ينخفض كما يحسبُ بعضُ المتزمّتينَ ..!

إنّما المعضلةُ التي نعانيها في مجتمعاتنا هي ندرةُ الإعتذار، والإجحافِ في حقِّ هذه القيمةِ الرفيعة، والاستخفاف بقدرها..!! فكم هم المخطئون المعتذرون في مجتمعاتنا..؟! كم هم المعترفون بذنوبهم وأخطائهم؟! قلّة نادرةٌ لا تذكر ..! في البيوت كم يخطئ الرّجالُ، ويقترفون من ذنوب في حقِّ الآخرين فلا يعتذرون، فكأنّهم قد حصلوا على حقِّ الخطأ المطلقِ على الغير، وبعد أن يعوا أنّهم قد أخطأوا لا يعتذرون، لا لزوجةٍ أخطأوا في حقّها ولا لأبناءْ.. وبين الأسر كم من المماحكات قامت، وكم من الخصومات نشأت ثم تبيّن خطأ أحدهم على الآخر فلا مبادرةَ من المخطئِ على الاعتراف بخطأهِ والإعتذار..! لقد حسب أنّه باعتذاره سيقلّل من قيمتهِ، ويفقدُ هيبته، وينقصُ شأنه، فيقال عنه أنّه ذلَّ نفسه لأنّه اعتذر، ووالله لا يعتذرُ إلاّ الكريم ..! وبين الأصدقاءِ كم من أخطأ لكنّه لا يعتذر ، بل يكابرُ ، ضارباً بالعلاقةِ الثمينة ، والعواطف الدفينة عرض الحائط لمجرِّدِ إمتناعهِ عن الإعتذار الصادقِ ..! فكم نحن فقراءُ في ثقافةِ الاعتذار..! كيف يريدُ الآباءُ من أبنائهم أن يتعاملوا بطريقةٍ حضاريّةٍ مع الآخرين دون أن يعلّمونهم أن المرء إذا أخطأ وجب عليه أن يعتذر.. وأن المرء كبيرُ القدرِ إن اعترف بالخطأ ، كيف نعلّمهم أن "الإعتراف بالحقِّ فضيلة" دون أن يكون للإعتذار واقعٌ فعليٌّ في حياتنا..؟!


وها أنت يطلبُ إليك كثيرون خاصموك، وقاطعوك لأسبابٍ ابتدعوها، وحينما يريدون الرّجوع، يشترطون عليك أن لا تأتي على سيرةِ ما جرى في الماضي كي لا تظهر أخطاؤهم فيضطرون إلى الاعتذار لك..! إذن فكيف يكون الصفاء؟ وكيف تنزاحُ من القلوبِ ما تراكم فيها من طبقاتِ الخصام القديم؟ وكيف تفتحُ صفحةٌ جديدةٌ من العلاقةِ وفي القلوبِ ما فيها من شعورٍ بالإمتهانِ؟! إن التسامح قيمةٌ هو الآخر ولكن الاعتذار هو من يجعلُ هذا التسامحَ في محلِّه، بل يجعلهُ صادقاً، لا شائبةَ فيه، ولا كدر بعده. فأنت تشعرُ بأن إنساناً أخطأ في حقّك، عاداكَ، وخاصمك، ونشرَ عنك ما نشرَ بين النّاس ثم يأتيك الآن بقلبٍ باردٍ ليقول لك: نفتحُ صفحةً جديدةً بلا ذكرٍ لما حدث ولا اعتذار فكيف تكون مشاعرك..؟! لربّما ستسامحه، ولكن لن تعود علاقتكما إلى سابق عهدها، وقد لا تقبل هذا الرجوع بلا اعتذار لأنّه أساء إليك..!


يكابرُ بعض النّاس ـ مع علمهم بأنّهم أخطأوا ـ كي لا يعتذروا..!! لأنّ عزّتهم الزائفة، وكبريائهم الواهم تمنعانهم من الإعتذار! ذات مرّةٍ قلتُ لأحدهم لقد أخطأتَ في الموضع الفلاني وقلتَ كلاماً لا يليقُ بك قوله، وكان الخطأُ واضحاً فظلَّ يسوقُ المبررات العقيمة، التي يطابقها قول "عذرٌ أقبحُ من ذنب" والعذرُ هنا ليس الإعتذار عن أسف وندامةٍ وإنّما محاولة تبرير..! وآخر أخطأ في مقامٍ آخر، وعرف خطأه، لكنّ لم يدفعهُ خطأه إلى الإعتذار برغمِ معرفةِ الكثيرين به، وإنّما ظلّ يتصرّف وكأن شيئاً لم يحدث..! فهل حسب هذا أن للناسِ قلوبٌ من صخر.. بل إن من الصخر لما يتفجّرُ منه الماء..! وأخرى ترسلُ رسالةً قصيرةً تأسفُ لسوء تصرفها لأخرى ثم حين تقابلها هذه الأخيرة لا يبينُ منها أيُّ إشارةٍ على الإعتذار..!!! وهكذا يتصرّف الكثير من الناس، فأنت تضيّع وقتك في لومِ هذا الجنس من النّاس، تمثلاً بقول الشَّريف الرّضي "وضاع عَتْبُ مسيء ليس يعتذر..! "إنّما الاعتذار عن الخطأ فضيلةٌ.. ولولا ذلك لما اعتذر أبو ذر الغفاري رضي الله عنه حينما غضب عليه النبي صلى الله عليه وسلم بعد مقولته لبلال يا ابن السوداء، قائلاً عليه أفضل الصلاة والسلام له: إنك امرؤٌ فيه جاهليّة، فبكي وقال يارسول الله أستغفر لي، ثم طرح رأسه في طريق بلال ووضع خدّه على التراب قائلا لبلال: والله يا بلال لا أرفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك.. أنت الكريم وأنا المهان..!! فأخذ بلال يبكي.. واقترب وقبَّل خدَّ أبي ذر ثم قاما وتعانقا وتباكيا.. هذا هو الاعتذار الصادق الذي يزيلُ كدر النفس، ويُجلي كربتها.


إن الاعتذار ثقافةٌ لها آدابها وسلوكياتها المحكمة، فلا يصحُّ اعتذارٌ مجاملٌ، مداهنٌ، غير صادق!! إن الأب والأم والمعلّم والمعلّمة والمدير والمديرة وكلّ مسؤول ومسؤولة يجب أن يعتذروا إن أخطأوا، بل كلّ مخطئ من كبيرٍ أو صغيرٍ يجب أن يعتذر، هذا ما تحتّمه ثقافة الإعتذار إن هم أرادوا أن يكونوا حضاريين، راقين في تصرفاتهم..! الاعتذارُ بلسمٌ يداوي الجروح النفسيَّة، فكم كان سببا في شفاء سقماً، وكم أبرأ همّاً، ، وكم أخمد لهيباً، وكم أسكن ثورة...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قيمة الاعتذار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» “الإسكان”:500 ألف ريال قيمة الوحدة السكنية الممنوحة وصيانتها 10 سنوات
» "العقوبة للمحبة لا للعذاب" قيمة من قدوتنا عليه الصلاة والسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دوحة الطوفان  :: 

۩۞۩ دوح التصنيفات العامة ۩۞۩

 ::  ::+:: دوحة الحوار العام ::+::
-
انتقل الى: