شعر : حامد العُمري
أَمأرب سدها أضحى حطاما؟
أم الطوفان يقتحم اقتـحاما؟
أداكا(1) قد أتيتُ و لست أدري
فكيف أرى المُساعَد و الرَغاما(2)؟
أجدة هذه أم دار حربٍ
على الأجداث أنت ترى الركاما
على أطلالها فاسفح دمـوعاً
و لا تخش الملامَ فلن تُلاما
لعلك تتقي بالدمـع حـزناً
كنارٍ زادها المُذكي ضِراما
عروسُ البحر من أبكاك حتى
حملت بدمعك الموتَ الزؤاما
نثرت الكحلَ في كل الزوايا
و فوق الوجهِ ألقيت القتاما
أَمِنْ جرح الفساد بكيت لمَّا
علمت بأنـه يأبى التـئاما
أَمِنْ فرط العقوق أردت فضحاً
فقد و الله أرخيت اللـثاما
نحبت أيا عروس البحر حتى
رأى الأعمى الفسادَ و من تعامى
لعمر الله ما أبقيت عذراً
لمعتذرٍ يريد و لا كلاما
سليلُ المجد قد أحسنت صنعاً
و شكر المحسنين لنا لزاما
على التقصير قد أوقدت حرباً
فلا عدماً و لا شِمْتَ الحساما
أَمرت بلجنةِ التحقيقِ فوراً
لتكشفَ جذوةُ الحقِ الظلاما
وواسيت المصاب فحُزْت أَجراً
وأبـهجت الثواكلَ و اليتامى
أَلَـجْنةُ إنه حِـمْلٌ ثقيــلٌ
تنـوءُ الراسيـاتُ به قياما
فسيري يا رعاك الله قُدْماً
و حُزّي كفَّ من أَكل الحراما
سلي عن ثوبها أضحى سليباً
و تـاجٍ للعروس غدا حُطاما
سلي عن طفلةٍ باتت شعاراً
كزهرِ الروضِ قد كُسِيَتْ رغاما
أتاها الموجُ لا في وسط بحرٍ
و لكـن وسـط عائلةٍ نياما
أرى خلل السحاب وميض برق
و أرجو الغيث سحاً لا جهاما
وما كل الخطوب بمحض شر
و للترياقِ نتخذُ السِماما
وكم لطفاً يكون مع الرزايا
فلا تخلوا و إن كانت جساما
سلامٌ أيها الأبرارُ وقفاً
من الرحمن ليس له خِتـاما
بُلِيتُمْ مثلما الأخيارُ تُبلى
و قوسُ الكرب أمطركم سهاما
فلولا أننا بالله صُـبْـرٌ
لكان العيش بعدكمُ حِـماما
ولولا أننا نرجو لـقاءاً
لما طابت لنا الدنـيا مُقـاما
فأعلى اللهُ منزلكم بِعَدْنٍ
و لُقِّيتُمْ من اللهِ السلاما