الضرب والتوبيخ وتعابير الوجه الغاضب
، جميعها من الأساليب العقابية التي يتبعها معظم الآباء تجاه ابنائهم، وحتى في المدارس رغم منع ضرب الطلاب إلا أنه مازال يتبع في بعض الاحيان! قد لاندري ونحن نضرب أبنائنا بسبب اخطائهم بأننا نتسبب في إيلامهم بدنياً ونفسياً، حيث يسهل تطبيب جروحهم الجسدية ولكننا لانستطيع علاج جروحهم النفسية، وما تترتب عليه من تبعات اخرى، فالضرب ابداً لم يكن وسيلة تأدبية، لأن عنصر الخوف هنا هو المسيطر الوحيد على الموقف بعيداً عن الادب والاحترام المتبادل. اذاً لماذا لاندع ابناءنا يحترموننا اولاً بدللاً من ان يخافوننا؟
في البدء يقول الابن علي... أخاف من والدي منذ أن كنت طفلاً صغيراً، وذلك لضربه الدائم لنا! وما أدركه حينها كنت اكرهه ،لأن ضربه كان مبرحاً..!
وعندما أترك فعل ما أعاقب عليه عادة يكون بدافع الخوف لا الاحترام من غضب والدي.. لأني كبرت فأنا في المرحلة الثانوية، وقد تغيرت معاملة والدي لي حيث بدأ يستخدم معي أسلوب العقاب. إما بحرماني من احد الامتيازات التي كفلها لي او عدم الحديث معي لعدة أيام.. ولكن مازلت في خوف مستمر من أن يكرر معي نفس الاسلوب القديم..واحياناً اكون مستعداً لتقبل صفعة بيده على وجهي إلا أنه يخيب توقعاتي عاد! ولكن هذا احساس لا استطيع التخلص منه.
والسبب انطباع نما بداخلي. ومن جانبها تقول الابنة مودة.. لم يضربني والدي بل والدتي هي من تفعل ذلك في العادة، حيث تضربني وإخوتي الصغار، وكانت تتخذ اسلوب العقاب الجماعي، فندما يخطئ احد تضربنا جميعاً، وعندما يسألها والدي ويؤنبها على ذلك... تقول بأنها تحاول ارسال رسالة لنا جميعاً حتى لا نقع في مثل هذا الخطأ.. اما محسن فإنه لم يجد في عائلته مثل هذا الاسلوب وانما الحرمان كان العقاب الامثل.. والحرمان من اصعب انواع العقاب حيث يتم حرماننا من المصاريف او الخروج او عدم تناول إحدى الوجبات التي نحبها!
وتعرب روضة عن أسفها الشديد في ما تعانيه ابنة خالتها «م» وتقول يظل والدها ممسكاً بالسوط في يده طيلة اليوم ويضعه بجانبه على السرير اذا اراد النوم، واصاب عادة عندما ازورهم بخوف مطبق من ان يضربني معهم، ام ابنة خالتي «م» فهي حتى الآن تخاف من كل شيء رغم انها على ابواب التخرج من احدى الكليات المرموقة ولكنها تصاب بفوبيا عجيبة لدرجة انها يمكن ان يغمى عليها من شدة الخوف. تحكي الوالدة نور قصتها مع والديها وتقول على الرغم من أني اعامل اطفالي بمثل ما تربيت عليه.. فوالدي كان يضربنا عند اخطائنا، لذلك وجدت نفسي اضرب ابنائي عندما يخطئون!
ومن جانبها تقول الباحثة الاجماعية صفاء: ان اسلوب العقاب بالضرب من اقسى انواع العقاب، لانه يتسبب عادة في إيلام الطفل وطيلة فترة حياته لن ينساه! وهذا اسلوب قد يدخل الطفل في حالة توتر دائم وعدم السيطرة على نفسه، بالاخص جسدياً قد تجد الطفل مصاباً بعدة امراض اخطرها التبول اللا ارادي والفوبيا غير الطبيعية، حيث نجد الطفل دائم الخوف من كل ما يواجهه.. ثم القسوة المفرطة من قبل الآباء تجاه ابنائهم، والتي يعتقدون بأنها وسيلة تأديبية هي في الاساس طريق لنمو الحقد والغل داخل الطفل، فقد يخاف في البيت ولكن بمجرد خروجه لايستطيع التغلب على باطنه فيتصرف بغير عقلانية، محاولاً اخراج ما بداخله من حقد وغل وغضب..