نعم إنها أعظم رحلة وأشرف زيارة..
تلك التي تتجه إليها الأنظار وتهفو إليها الأفئدة وتشد إليها الرحال تلبية لدعوةالله في قوله جل وعلا على لسان نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
نعم إنها رؤية الأماكن المقدسة
المسجد الحرام والكعبة المشرفة والمقام والصفا والمروة
ليس ألذ ولا أشهى ولا أعذب ولا أسعد على قلب كل مسلم من تلك اللحظة التي يدخل فيها إلى رحاب المسجد الحرام وتكتحل عيناه برؤية الكعبةالمشرفة والمقام والصفا والمروة وبئر زمزم
أماكن لها من المهابة والإجلال والقداسة في قلب كل مسلم شأن عظيم
قدم أحد الولاة حاجا وفي الطواف رأى شيخا مسنا قد رق عظمه واحدودب ظهره وابيض حاجباه وهو يتوكأ على عصا غليظة
فسأله:من أين ياشيخ؟
فأجاب بصوت خافت ضعيف: من خراسان
فسأله:كم استغرقت في الطريق؟
فأجاب: خرجت من بلدي منذ سبع سنين والآن وصلت
فرق لضعف حاله وكبر سنه وانحناء ظهره
وقال: هل حججت من قبل؟
قال: سبع مرات
فقال الوالي: فلم التعب وأنت بهذا الحال؟
فولى عنه يطوف وهو يقول:
زر من هويت وإن شطت بك الدار...
وحال من دونه حجب وأستار....
لايمنعنك بعد عن زيارته...
إن المحب لمن يهواه زوار...
نعم إنها المحبة الخالدة الصادقة المتجددة التي أودعها الله جل وعلا في قلب كل مسلم لبيته العتيق الكعبة المشرفة
ففي كل عام تشرئب الأعناق وتتجه الأنظار وتهفو النفوس وتتشوق القلوب لمكة المكرمة وماحوت من الأماكن المقدسة